كان يوما من أيام الشتاء الباردة وقد تدللت الشمس في ذلك اليوم واختبأت خلف السحب مما زاد اليوم برودة
استيقظت من نومي وفي قلبي شئ من القلق والخيفة فسوف يسافر زوجي اليوم إلي بلد أخر ليطمئن علي والدته المريضة فقد أخبروه هاتفيا بأنها سوف تقوم بعمل عملية خطيرة وبالرغم من ظروف عمله الصعبة ووجوده في بلد بعيدة عن بلدته ولكن لا شئ يثنيه عن وجوده إلي جانب والدته ترك عمله وزوجته وأولاده وطار بطائرته إلي بلدته وجلست وحيدة فغياب زوجي وشريك عمري زاد اليوم برودة وكنت أتمني أن أذهب معه لكن اختبارات الأولاد ومدارسهم حال بيني وبين ذلك شغلت يومي بين القلق الذي يداهمني والتدريس لأبنائي وإعداد الطعام وترتيب وتنظيف البيت وجاء الليل وزاد الجو برودة وذهب الأبناء إلي النوم بعد يوم بارد وشاق ولكن كل ذهب للنوم في حجرته وسريرة ودخلت إلي حجرة نومي لأجد سريري خالي فلم ينام بجانبي اليوم شريك حياتي الذي كان يؤنس ليلي توضأت وصليت فريضة العشاء وذهبت إلي السرير ولكن سمعت صوتا عند النافذة تجمدت من الخوف ظللت أستغفر وأسبح وأقرأ القران ولكن الصوت كان يزيد وظللت أفكر ما هذا الصوت لعله لص يعلم بغياب زوجي ويريد أن يسرق البيت يا الله ماذا أفعل أغلقت عيني فزاد الخوف نظرت إلي مصدر الصوت فوجدت النافذة عليها خيال يشبه الشبح الأسود ارتعدت فرائصي فكان يتحرك وهيئ لي انه يحاول فتح النافذة فالصوت يزيد صوت احتكاك شئ بمقبض النافذة ظللت أقرأ القران وأفكر هل أستعين بأحد من الجيران ولكن الوقت متأخر والجو بارد لابد أن كل الجيران الآن قد ناموا لعله ليس لصا ربما يكون شبحا ولكن ماذا يريد ذلك الشبح يقولون أن هناك أشباح وجن حولنا وممكن أن تلبس الإنس أهذا صحيح؟ سوف يستفرد بي لأن زوجي ليس بجانبي ويتلبسني ولكن لماذا يلبس الجن الإنسان وهل هذا صحيح قرأت في هذا الموضوع وازددت حيرة فهناك من العلماء من يكذبون ذلك كالشيخ الشعراوي وهناك من يؤيدون كابن تيمية ولكن ما هذا الشبح الموجود فوق النافذة أهو من الإنس أم من الجن ماذا أفعل يا رب استعذ بالله وأقوم أصلي ولكن جسدي كله يرتعد من الخوف وإن كان لصا وشعر بي هل سيهرب أم سيهجم علي ويؤذيني ويؤذي أولادي الأفضل أن أتظاهر بالنوم حتي يدخل ويسرق ما يسرقه ويخرج دون أن يعلم أنني اشعربه وأخيرا تشجعت وسحبت التليفون المحمول من تحت وسادتي واتصلت بجارتي وبصوت يكاد أن يسمع توسلت إليها بالحضور بعد أن زاد صوت الاحتكاك بمقبض النافذة وبالفعل حضرت جارتي وبكل هدوء نزلت وفتحت لها الباب ودخلنا ببطء إلي حجرتي ورأينا الشبح ما زال خلف النافذة واقترحت علي جارتي أن نستعيذ بالله ونفتح النافذة وعند فتح النافذة سقطنا من هول المفاجأة فانهرت أنا وجارتي بهستريا من الضحك المتواصل فقد نسيت أنني كنت قد نشرت جلباب أسود خارج النافذة وجاء الهواء فعلقه في مقبض النافذة وظل المشبك الذي كنت اثبت به الجلباب يحتك بالمقبض مما كان يصدر الصوت وفي هذه اللحظة تيقنت انه
(عندما تجد منظرا مرعبا لا تغلق عينك فما تراه في مخيلتك عند غلق عينيك قد يكون مرعب مئة مرة من الحقيقة)